بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني ... موضوعي اليوم عن ( الإسبال ) اتمنى منكم قراءة الموضوع كاملا ً ..
انطلاقا ً من ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) اكتب لكم هذا الموضوع .. لعل الله ان ينفع به ..
--------------------------------------------------------------------------------
اخواني : الإسبال خطره عظيم ، وذنبه جسيم ، فهو سبب لعدم قبول العمل الصالح ، وسبب لرد الدعاء ، وأماّ في عدم قبول الدعاء ، " فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب ، يارب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه
حرام ، وغُذي بالحرام ، فأنّى يستجاب له " ] مسلم [ فإنه لا يقبل منك عمل ولا يرفع
لك دعاء ومُتَوعد بالعقاب الأليم ، وصلاتك وأنت مسبل إزارك محل نظر من حيث الصحة
، لأن الثوب الطويل الذي هو أسفل من الكعبين ثوب محرم ، والصلاة في الثوب المحرم غير
صحيحة عند جمع من العلماء ، وصحيحه مع الإثم والذنب عند آخرين ، فالأمر عظيم
، والخطب جسيم
ألم تعلم أنّ أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من أعماله الصلاة ، فإن صلحت
صلح سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله ، فكيف تعرض على ربك صلاة ناقصة مخدوشة ، فما فائدة الأعمال إن لم تقبل الصلاة .
قال صلى الله عليه وسلم " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم : المسبل إزاره ، والمنان فيما أعطى ،
والمنفق سلعته بالحلف الكاذب" [ رواه مسلم ]
وقال صلى الله عليه وسلم " من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " [ رواه البخاري ]
اخواني : إن الإسبال في جميع الملابس حرام ، وجاء تحريمه على لسان أصدق البشر محمد صلى الله عليه وسلم مستمدّاً ذلك من شريعة رب البشر .
إنّ أسباب الإسبال لا تخرج عن الخيلاء والكبر والتعاظم على الله وعلى خلقه ، فقد قال صلى الله عليه وسلم " إرفع إزارك إلى نصف الساقين ، فإنّ أبَيت فإلى الكعبين ، وإيّاك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة ، وإن الله لا يحب المخيلة " ] حديث صحيح رواه أحمد وأبو داود والترمذي [
اخواني : اعلموا أن الإسبال ليس في الثياب فقط ، بل في القميص وكم الثوب ، فلا يتعدى الرسغ ، هكذا كان كم النبي صلى الله عليه وسلم ،
وفي العمامة فلا تصل إلى الإلية بل تكون فوقها
، وأفضل من ذلك أن تكون في وسط الظهر ، قال صلى الله عليه وسلم " الإسبال في الإزار والقميص والعمامة ، من جر شيئاً خيلاء
لم ينظر الله إليه يوم القيامة " ] حديث صحيح رواه أهل السنن إلاّ الترمذي [
المسبل محتقر عند الله وعند خلقه ، بل يبغضه المسبل مثله . قال صلى الله عليه وسلم " بينما رجل يجر إزاره خسف الله به فهو
يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة " ] رواه البخاري [
ومما تجاوز كثير من الناس فيه حدود المباح فيما يخص اللباس ( الإسبال ) وهو الإرخاء إلى ما دون الكعبين من الثياب بالنسبة للرجال وهذا أمر محرّم
قد جاءت النصوص بتحريمه
قال صلى الله عليه وسلم ( ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار ) رواه البخاري
لماذا الحديث عن الإسبال ؟
رغم ما تقدم من الوعيد الشديد وكون الإسبال من الكبائر العظيمة إلا أن كثيراً من الرجال قد وقع في هذا الذنب غافلاً أو متغافلاً عن حكمه الشرعي
فأحببنا أن نذكر الناسي وننبه الغافل ونعلم الجاهل، وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في صاحبي القبرين:
( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ) متفق عليه، ومن معاني ( وما يعذبان في كبير )
أي ليس كبيراً في ظنهما وإلا فإنه كبير في الحقيقة وتؤيده رواية البخاري ( وإنه لكبير )، وهكذا فبعض الناس يعميه عن عظم ذنب الإسبال ويدعوه إلى استصغاره ما يراه من فعل الناس له واستمرائهم إيّاه، ولعَمْري فإن هذا لا يغني من الحقيقة شيئاً ولا يُغيّر من الحكم الشرعي قيد أنملة،
فالمسلم وقّاف رجّاع لا يُقلدُ دينه الرجال.
ما وصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما طـُعن ؟
روى البخاري في صحيحه عن عمرو بن ميمون – في قصة مقتل عمر رضي الله عنه - قال: إني لقائم ما بيني وبينَه ( أي عمر رضي الله عنه ) إلا عبدالله بن عباس غداة أُصيب ،
وكان إذا مرّ بين الصفين قال: استووا، حتى إذا لم ير فيهم خللاً تقدّم فكبّر ، فما هو إلا أن كبّر فسمعته يقول: قتلني – أو أكلني – الكلب حين طعنه – ثم ذكر قصة نقله إلى بيته ثم قال
– وجاء الناس فجعلوا يثنون عليه ، وجاء رجل شابّ فقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقدَمٍ في الإسلام ما قد علمت، ثم وليت فعدلت ،
ثم شهادة. قال : وددت أن ذلك كفافٌ لا عليّ ولا لي ، فلما أدبر إذا إزاره يمسُّ الأرض قال: ردّوا عليّ الغلام . قال: يا ابن أخي ارفع ثوبك ، فإنه أبقى لثوبك وأتقى لربك .
يا لله !! تأمل يا أخي هذه الوصية العجيبة ووقتها !! دماؤه رضي الله عنه تسيل وهو يشرف على الموت والهلاك ومع ذلك كله لما رأى منظر إزار الشاب وقد مسّ الأرض لم يمنعه ما هو فيه من نصيحته
برفع ثوبه، مما يدل على أن هذا الفعل عنده أمر منكر لا يجوز السكوت عنه.
خاتمة :
لو تأملت أخي الكريم مسألة الإسبال فالغاية هو أن ترفع إزارك إن كان مسبلاً بمقدار ( 2 أو 3 سنتيمتر ) لتتخلص من عقوبة عظيمة وعذاب أليم والله ثم والله لستَ له بمطيق. أفتكون هذه
( السنتيمترات ) أخي العزيز أحب إليك من نجاة نفسك يوم القيامة ؟!!
ثم اعلم أخي الحبيب أنك خُلقتَ وحدك وستموت وحدك وستُحشر وحدك ، وتحاسب وحدك، فلا يغرنّك ما تشاهده من انتشار هذه الكبيرة بين الناس فتكون بذلك كالإمّعة ؛ فأنت في زمن العجائب
أما ترى الرجال قد أرخوا ثيابهم إلى ما دون الكعبين وهم مُنهَون عن ذلك في حين ترفع كثير من النساء ثيابهنّ إلى نصف الساق أحياناً وهنّ مأمورات بالإرخاء إلى ما دون الكعبين !!