لا فائدة فى المصريين .. دوما نعشق خلط الامور ... !
والمصيبة أننا ندمج من الامور ما لا يمكن دمجه أبدا ... فما علاقة الدين بالهزيمة والفوز فى مباراة !
فكيف نربط بين أن التدين يقودنا للفوز والتألق ، والعكس صحيح !!
لا الدين وحده ولا العمل وحده .. وحدثتنا سيرة رسولنا وسيدنا ونبينا الكريم – عليه أفضل الصلاة والسلام – عن قصة الشقيقين فقد كان أحدهما جالسا طوال اليوم ليتعبد فى المسجد بينما ينفق عليه شقيقه !
اذن .. النجاح والفشل من عند الله ، والتدين وحده لا يكفى ، بل يجب الاجتهاد فى العمل ..
أرجو ان تكون الرسالة واضحة !
أتحدث عما حدث فى الأيام الأخيرة عقب التألق الواضح لمنتخب بلادنا الاول أمام فريقين من أعتى فرق العالم فى كرة القدم ( البرازيل وايطاليا ) .. وهزيمة بصعوبة أمام الاول وفوز رائع وتاريخى أمام الثانى .. ولكنى توقعت شخصيا أن نلعب أسوأ مبارياتنا أمام "أمريكا" !! .. نعم توقعتها هكذا ، لأن المنطق يؤكد تراجع مستوى الأداء أمام ايطاليا فى النصف الاخير من الشوط الثانى ، بالاضافة الى المجهود المضاعف – المؤكد – فى كلا المبارتين .. وهو ما جعلنى متأكدا من ان انهيارا قد يحدث للمنتخب فى المباراة الاخيرة ..
وما ساهم فى هذا الانهيار خطة الكابتن / حسن شحاتة – وجل من لا يخطئ – فقد تصور الرجل أن أمريكا ستكون لقمة سائغة له ، ولهذا عدل فى التشكيل بطريقة عجيبة بعض الشئ وغامر بفتح الملعب امام فريق سريع جدا ومغامر ، وفى الوقت نفسه تناسى أن لديه من الغيابات المؤثرة جدا ما يجعله يلعب بنفس الطريقة الحذرة المتوازنة التى بدأ بها البطولة ولعب بها فى غانا 2008 .. ولكن الرجل أخطأ وهذا ليس عيبا .. بالاضافة الى هبوط مستوى خط وسط مصر ، وكان يجب عليه التدخل مبكرا باشراك "محمد حمص" بديلا لأحمد عيد .. وأضف لذلك سوء مستوى جناحى مصر فى هذا القاء على المستويين الدفاعى والهجومى – فلا أحمد المحمدى ولا أحمد فرج لعبا بنفس قوة ومهارة أحمد فتحى وسيد معوض – فكان لزاما عليه أن يدرك ذلك سريعا ويعيد "فتحى" الى مركزه .. ولكنه امتلك فقط 3 تبديلات بالاضافة الى الاصابات المتتالية .. ولهذا
أؤكد على انه أخطأ من البداية بوضع التشكيل بهذه الصورة ..
وبالطبع لم يظهر "أحمد عبد الغنى" فى الملعب ، والخرائط الحرارية الخاصة بلاعبى مصر على موقع الفيفا أوضحت مشاكل التحرك الهجومى المصرى تماما ... وتوالت الاخطاء الدفاعية الساذجة مع تراجع مدافعى الوسط البدنى والذهنى .. ولا يمكن ان نغفل حق المنتخب الأمريكى ومدربه الفاهم فى أنه أدار اللقاء بصورة رائعة مستغلا دراسته الكاملة لمنتخب بلادنا ، حيث مارس الشغط القوى جدا على لاعبى الوسط والدفاع ، واستغل المساحات الواسعة جدا خلف جناحى مصر فى هذا اللقاء .. وبالتالى فاز باللقاء وان كنت لم أتوقع كل هذه الاهداف !
فى النهاية ، لعب شحاتة مبارتين بصورة جيدة جدا ، ولم يتعامل جيدا مع المباراة الأخيرة .. وأدعو الله أن يكون درسا جديدا فعالا مع منتخبنا قبل استكمال مباريات التصفيات ، وأدعو الكابتن / حسن شحاتة للعب بنفس الطريقة التى اعتاد عليها فى الأربع مباريات المتبقية .. لأننا لو لعبنا بها سنفوز بهم جميعا باذن الله ونصعد الى النهائيات ...
وهنا سأتوقف للحظات لأتسائل ، المنتخب المصرى يمتلك أفضل جيل اخلاقيا بالفعل ، قارئو قرآن ومعتمرين دوما ومتدينين الى حد كبير – ما شاء الله – ولكن عند الهزيمة الاخيرة أو حتى مع هزيمة الجزائر ، ظهرت أبواق اعلامية غريبة جدا تتماشى مع تقرير – كاذب تماما ومقصود فى هذا الوقت – يشير الى تجاوزات أخلاقية ، والسؤال المنطقى ، هل من يصلى الفجر جماعة ويقرأ القرآن ويصر على السجود عقب احراز كل هدف يمكن أن يصدر عنه ذلك ؟!
كلا بالطبع ، اذن فالهزيمة لها أسبابها الواضحة فنية وبدنية وذهنية ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالدين يا سادة .. كفانا خلطا للامور وترك رأس الموضوع والحديث عن ذيول ( عفوا خائبة ولا صحة لها ) ... يجب علينا المرور سريعا على تلك الامور المغلوطة من اجل ادراك الخطأ الحقيقى فى هذه المباراة – كما أشرت – لأنه ربما يكون درسا رائعا لنا قبل المباريات المتبقية .. ولكنه يبدو دوما ان لا حياة لمن تنادى ! ..
المنتخب المصرى قد لا يعجب سجوده وتدينه البعض ، فى الداخل أو الخارج ، واذا كانت مصلحة جنوب افريقيا الترويج الى عكس ذلك فلنها ليست وحدها والكل يعلم ذلك ... وكان يجب على الجميع البدء بتحليل المباراة فنيا لتوضيح الخطأ فى الطريقة وأن أسلوب منتخبنا ( الحذر القوى دفاعيا والمتوازن هجوميا ) هو ما منحنا فوزا على الآتزورى وتقديم مباراة رائعة أمام الساليساو .. اذن ، أدعو الاعلام ولو مرة أن يدرك مهمته جيدا وهى الالحاح على الأسلوب الصحيح الذى أمتعنا به جهاز المنتخب واللاعبين فى مباريات عدة سابقة وحالية ، فهو الأمل الكبير فى الوصول الى نهائيات كأس العالم التى لا تزال الفرصة بين أقدامنا .. فلا تركلوها يرحمكم الله !
خطأ مكرر أخير اود التحدث عنه فى نهاية مقالى ، وهو يخص اتحاد كرة القدم المصرى ، ..
الحادثة الاولى : أحداث الشغب الجماهيرى فى مباراة "الجزائر ومصر" بدءا من الصفير والضوضاء أثناء عزف السلام الوطنى المصرى نهاية بالقاء "الشماريخ" فى الملعب والمدرجات وانتشار الضباب والدخان مما عدم الرؤية بين هدفى المنتخب الجزائرى الاول والثانى ...
وصرح السيد الأستاذ / سمير زاهر بأن الامر بسيط وسنتسامح فيه نظرا لعلاقات الأخوة بيننا وبين الأشقاء فى الجزائر ، وكأنه من حقه ان يفعل ذلك ، فما كان من الاتحاد الدولى لكرة القدم الا أن فاجأ الجميع ( وللأسف نحن أيضا ) بفتح التحقيق فى أحداث الشغب التى ذكرناها من تلقاء نفسه ، لأنه اعتبرها تحدى سافر لتعليماته الاخيرة فى الحادى والعشرين من ابريل الماضى ، وكان وقتها قد حذر من أن العقوبات قد تتراوح بين خصم نقاط او اعادة المباراة أو استبعاد المنتخب من التصفيات فى حالة حدوث أى من تلك الامور فى أى مباراة فى التصفيات بدءا من يونيو الجارى !
العجيب أنى هوجمت بشدة لحديثى عن هذا الامر ، لدرجة أن خرج الكابتن / أيمن يونس ليؤكد أنه لن يحدث جديد فى الامور وان الجزائر تحاول تشتيت تركيزنا !!! .. عجبا ، أهذا هو رد مجلس ادارة اتحاد الكرة لدينا ؟! .. الفيفا تحقق ونحن نتنازل عن حقوقنا بمنتهى البساطة !!! .. عفوا ، لن يحدث هذا ويجب ارسال ملفا يحتوى على تلك الاحداث لعل وعسى ، ولكن فى الوقت ذاته يجب علينا السعى للفوز بالمباريات الاربعة وكأنه لا يوجد جديد فى الامور .. وربما خرج القرار الى النور أول شهر يوليو القادم ..
الحادثة الثانية – فى أقل من شهر واحد – تقارير صحفية مسيئة للاعبى المنتخب المصرى واتهامهم بالفاحشة .. !!
فما كان من السيد الأستاذ / سمير زاهر الا انه فى وقت سابق قرر عدم الابلاغ عن السرقة وبعدها عدم تطوير الامر والمطالبة باعتذار رسمى من تلك الجهات الجنوب افريقية خوفا عليهم من انقلاب الفيفا وخاصة مع تجوزات أمنية كبيرة هناك .. وكأن مصر أصبحت ( ملطشة ) لكل من هب ودب .. وما كان منه الا أن أصبح أسدا على الاعلامى / عمرو أديب – حتى مع اختلافنا معه فى طريقة تناول الامر – بينما كان نعامة هناك فى جنوي افريقيا !!!
أتوقع أن يعتذر أ. عمرو أديب اليوم للمنتخب المصرى بأكمله ، فهو قوى ، والاعتذار من شيم الاقوياء ولاعبونا يستحقون هذا الاعتذار ... ولكن ماذا عن المواقع الأخرى وصحف جنوب افريقيا ؟! .. هل سنتحدث عن التسامح أيضا وعلاقات الاخوة التى تربطنا بأشقائنا الأفراقة هناك ؟!
أطالب السيد سمير زاهر – رئيس اتحاد كرة القدم المصرى – بالتقدم فورا بملف كامل يوضح أحداث الشغب التى حدثت فى الجزائر ، ولدى كل الصور والفيديو ولوائح وقرارات الفيفا الاخيرة وأتمنى ان يطلبها لامنحها له كاملة ، لاستغلال التحقيق المفتوح حاليا لدى الفيفا لأنه لو لم يفعل ذلك ستكون خيانة لكرة القدم المصرية ، فحتى لو لم يأتى القرار عنيفا فعلى الأقل لا نترك حقنا هكذا ليضيع هباءا ..
وأطالبه أيضا ، برفع قضية على الصحف الجنوب افريقية وطلب التحقيق رسميا فى حادثة السرقة التى طالت منتخبنا ، بل وتعرض لها المنتخب البرازيلى أيضا بل وأعضاء اتحاد كرة القدم فى جنوب افريقيا أيضا ، وتحويل الامر الى سفارة مصر لتقوم باللازم .. فهذه سمعة مصر أيها السادة ، ولن نتسامح أبدا مع من يفرط فيها !
رسالة خاصة :
الكابتن أحمد شوبير ، الأستاذ محمد شبانة ، اللواء مدحت شلبى ، الكابتن مصطفى عبده ... والجميع ... أرجوكم تولوا حملة الدفاع عن مصر سواء لما حدث فى الجزائر أو ما حدث فى جنوب افريقيا ... وتحديدا فيم يخص الجزائر ، فالامر جاد أقسم لكم .. فلا تتركوه
اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد