الحمد لله التواب الهادي إلى الصواب غافر الذنب وقابل التوب وأشهد أن لا اله إلا الله الرحيم الغفور واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى سائر الأصحاب وسلم تسليما كثيرا أما بعد:
أخي المسلم – أختي المسلمة:
لا أدري من أين أبدأ معك حديثي؟ ولا أعرف كيف أوصل مشاعري إليك؟إنها مشاعر متشابكة وأحاسيس مختلفة تارة با لحب لك وتارة بالحرص عليك
وتارة بالنصيحة والإرشاد لك .
قد تقول من أنت حتى تقوم مقام الناصح المرشد؟ أقول لك:ألا يكفي أنني محب؟ أليس المحب هو من يبذل نفسه في خدمة محبه ويقدم له ما يساعده على اجتياز العقبات ومواجهة المحن؟ فلماذا تستغرب مني وأنا شاب مثلك. أنا أهديك كلماتي هذه ومشاعري نحوك؟ولماذا ترفض نصائحي وما قمت هذا المقام إلا لأجلك؟
أخي المسلم – أختي المسلمة:
ها أنت تتجرع مرارة الحياة من الوقوع في المعاصي والتهالك على اللذات والشهوات فإنها القاصمة التي أفسدت عليك اللذات الفانيات وغفلة عن الله ونعيم الجنات.
أخي المسلم – أختي المسلمة:
إن المعاصي قبيحةشبابك وعكرت عليك أن تحيا شبابك قويا ثابتا في عزيمة وعلو همة.
أخي المسلم – أختي المسلمة:
لقد أدمت النظر في واقع كثير من الشباب فرأيت عجبا رأيت إقداما على المعاصي والمنكرات وانهماكا في تحصيل الشهوات وجريا وراء العواقب سيئة المنتهى إنها تفسد القلب ، وتزرع الوحشة بين العبد وربه ،وتجلب الهم والغم ، وتمنع الإجابة ، وتجلب المذمة وضنك العيش
قال تعالى((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )) طه:124
تفنى اللذة ممن نال صفـوتـها 00 من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء في مغبـتها 00 لا خير في لذة من بعدها النار
فربما يجد العاصي سرورا في نفسه حين يباشر معصيته ولذة عند القدوم عليها ولكنه سرور كاذب ولذة زائفة وسعادة وهمية لأنه أغضب خالقه وبارز ربه بالمحاربة فكيف يصفو له عيش؟ويهدأ له بال؟
أخي المسلم – أختي المسلمة:
بالله عليك ما الذي وجدته في دنيا الهوى؟هل وجدت لذة لا ينقضي نعيمها؟هل وجدت إنسا وراحة يملئان جوانحك ؟ هل وجدت في نفسك شوقا إلى الآخرة وجنة ربك التي عرضها كعرض السموات والأرض التي أعدها الله لأهل طاعته ؟ هل وجدت حبا لطاعة الله والتفاني في عبادته ؟
أخي المسلم – أختي المسلمة:
هناك بعض من المعاصي التي تكثر من الشباب :
1)اللواط 2)الزنى 3)شرب الدخان 4)سماع الأغاني 5)حلق اللحية 6)المعاكسات 7)النظر في الفضائيات
ترك الصلاة أو إهمالها أو العبث بها 9)التشبه بالغرب في قص الشعر وغيره0)الإسبال وغيرها كثير _هداني الله وإياهم_
أخي المسلم – أختي المسلمة:
ماذا بعد ذلك ؟ ماذا بعد كل هذه المعاصي ؟ ماذا بعد هذه المخالفات والمنكرات ؟
ذهبت اللذات000وأعقبت الحسرات/انقضت الشهوات000وأورثت الشقوات
أخي المسلم – أختي المسلمة:
قال تعالى(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)
إذا تبين لك انك ما خلقت إلا لعبادة الله:
فهل يليق بك أن يجدك الله حيث نهاك ويفقدك حيث أمرك؟وهل يليق بك أن تكون المساجد خالية منك بينما الملاعب عامرة بك؟وهل يليق بك أن تترك سماع القرآن وتعكف على سماع الأغاني والألحان؟
أخي المسلم – أختي المسلمة:
هل تذكرت هادم اللذات ومفرق الجماعات ؟ هل تذكرت يوما تكون فيه من أهل القبور ؟ هل تذكرت سؤال الملكين منكر ونكير؟ هل تذكرت أتوفق للصواب من الجواب أم يقال لك لا دريت ولا تليت؟
أعد للسؤال جوابا وللجواب صوابا وللصوب إخلاصا لا رياءا
أخي المسلم – أختي المسلمة:
هاهو الطريق واضح أمامك قد لاح إنه باب التوبة فلا تتردد إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل والله يحب التوابين فهلا أقبلت؟
قال تعالى(قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)الزمر:53
إليك الحديث القدسي(يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة)رواه الترمذي
وختاما:
استغل مواسم الطاعات با لتوبة والإنابة والرجوع إلى الله واجعل هذا الشهر بداية طريق الخير
إني والله لك ناصح وعليك مشفق
اللهم أهدنا إلى صراطك المستقيم واغفر ذنوبنا أجمعين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله والأصحاب أجمعين وأخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين