الشيخ ( م.ع) والمجاهرة بالطائفية
خلافنا العقائدي مع الإخوة الشيعة ليس سرا، وهو خلاف جوهري لم يولد اليوم
أو أمس، ولكن الخلاف لا يعني بالضرورة العداء أو الكراهية، خصوصا وأن
أعداء الإسلام وفي مقدمتهم إسرائيل يسعون بكل الطرق لإشعال الفتنة بين
أبناء الطائفتين الإسلاميتين وحينها سيضطر ضحايا الصراع إلى اللجوء إلى
مخيمات رسمت عليها نجمة داود لتلقي العلاج والغذاء، وقد تتكرم علينا
إسرائيل بتخصيص خيمتين مختلفتين لصلاة أبناء الطائفتين تتجهان نحو قبلة
واحدة!.
وقد قدمت لنا قناة lbc اللبنانية نموذجين محليين للباحثين عن الشهرة على
حساب الأمن الاجتماعي، الأول كان الشاب (م .ع) الذي استعرض علاقاته
الماجنة ولقي عقابه القانوني، والثاني هو الشيخ (م .ع) الذي يقدم برامج
دينية في هذه المحطة ويتلقى مقابل ذلك أموالا كسبتها المحطة عن طريق برامج
الرقص وحوارات هيفاء وهبي ونانسي عجرم، ناهيك عن فوازير (فغالي) الذي
اشتهر بتقليد الفنانات والتي كانت تعرض في نفس الشهر الفضيل الذي يقدم فيه
الشيخ (م .ع) برنامجه المعروف!.
الشيخ (م.ع) لم يفكر كثيرا (باختلاط) المكافأة المالية التي يتلقاها من
المحطة بمكافأة المشاركين في برنامج ستار أكاديمي، لذلك ركب سيارته ــ
التي قد يكون قد اشتراها بأموال المحطة أو على الأقل دفع ثمن وقودها من
أموال المحطة ــ وذهب ليلقي خطبة في المسجد حول أحداث الجنوب ليدخلنا في
مشكلة لم تكن في الحسبان، وهو أمر لم يفعله أحد غيره من مشايخنا الأفاضل
لأنهم يتحدثون عن الجوهر ولا يبحثون عن القشور، ويسعون لما فيه خير أمة
الإسلام ولا يسعون أبدا لكسب إعجاب الجمهور عبر إطلاق كلمات طائشة تضر
أكثر مما تنفع.
لنتحدث بصراحة.. ما هي علاقتنا بالسيستاني كي يقحمه الشيخ (م.ع) في
قضايانا بهذه الطريقة الفجة؟!، وحتى لو افترضنا أن لدينا خلافا عقائديا أو
فكريا أو سياسيا معه، أليس من الواجب أن نرد عليه بالحجة العلمية بدلا من
إطلاق هذه الشتائم المجانية: (زنديق.. فاجر) ! .
قد تتحقق أمنية الشيخ (م.ع) ويصبح بطلا في عيون الجهلة الذين لا يقدرون
المصلحة العامة؟، ولكن الواجب الديني والوطني يفرض على هؤلاء قبل أن يهبوا
لنصرة الشيخ (م.ع) أن يسألوا أنفسهم ثلاثة أسئلة مهمة: لماذا لم يفعل
علماؤنا ومشايخنا الأفاضل مثلما فعل الشيخ (م .ع) ويطلقون هذه الشتائم
المجانية على من يختلفون معهم فكريا وعقائديا؟، هل ما حققه الشيخ (م.ع) من
شهرة وأموال عن طريق المحطة اللبنانية أمر خال من الشبهات الشرعية؟، هل
نحن بحاجة إلى إشعال الفتن الطائفية في هذه الظروف الحساسة؟!.