نادتني بكل حنان ولطف.. تعال يا "إبراهيم" تعال يا ولدي ..
تعال
اترك عنك هذا الجهاز..
تعال
ودي أتسامر معك.. اشتقت لأحاديثك.. وما عندي أحد يونسني..
تجاهلتها وكأنني لست المُنَادى..
صحيح أنا "إبراهيم"
ولكن ماذا تريد بي الآن!!
أنا مشغول بهذا الشرح الذي سأغنم من بعده الأجر العظيم!! نعم فهو في خدمة الغير!!
ولكن الشوق فيها أنهضها.. تهادت حتى وصلت إلى "غرفتي"
وبنظره مثقله رفعت عيني من "شاشتي" والتفت نحوها..
وبكل "ثقل" مرحباً بكِ.. شوفي هذا شرح أعده للناس (حتى تفهم إني مشغول)
ولكنها جلست تنظر لي.. نعم تنظر لفلذة كبدها كيف يسعى خلف الخير وهو بجواره!!
لحظات..
وإذا باب يُقفل.. التفت فإذا بها غادرت...
لا بأس سآتيها بعد دقايق.. اعيد لها ابتسامتها!!
واعود لعملي و "جهازي"
لحظات..
نعم ماهي إلا لحظات..
وأتحرر من قيودي.. وانتقل للبحث عن "أمي"
وجدتها..
نعم وجدتها.. ولكنها متعبه..
مريضه.. لم أتمالك نفسي..
دموعها تغطيها..
وحرارة جسدها مرتفعه..
لا.... لابد أن اذهب بها إلى "المستشفى"
وبصورة سريعه.. إذا بها تحت أيدي "الاطباء"
هذا يقيس.. وتلك "تحقن" والباب موصد في وجهي.. بعد أن كان..
موصداً في وجهها
يأتي الطبيب:
الحاله حرجه..
إنها تعاني من ألأم شديد في قلبها..
يجب أن تبقى هنا!!
و" بِرّاً " مني قلت:
إذاً أبقى معها..
لا.... اتتني كـ"لطمة" آلمتني..
لا.. حالتها لا تسمح بأن يبقى معها احد..
سوى الأجهزة و"طاقمنا الطبي"
أستدير..
وكاهلي مثقلٌ بالهم..
واقف بجوار الباب..
أنا الآن أريد ان (( أتسامر معك.. اشتقت لأحاديثك.. وليس عندي ما يؤنسني..))
بقيت في الإنتظار..
اتذكر.. كم أنا احبها!!
مازال لدي الكثير لأخبرها به!!
نعم.. هي لا تعلم أني الآن عضو شرف في موقع....!!
ولا تعلم أني مشرف في آخر!!
هي لا تفهم كيف أن المحترف في "الحواسيب" هو شخص مهم!!
لم أشرح لها كيف أني علّمت اخوتي حتى يُشار لهم بالبنان!!
هي..
لا... بل أنا لم أخبرها..
لم أجلس معها.. ضاعت أوقاتي خلف الشاشات..
بكل برود.. قلت:
سأعوضها حالما "تتحسن" حالتها..
وعبثاً صدقت ما أردت !!
غفوت برهه..
واستيقظت على خطوات مسرعات..
التفت هنا وهناك..
إنهم يسرعون!!!!!
إلى أين ؟؟؟
لا
لا
إنهم يتجهون إلى غرفة "أمي"
اترك خلفي "نعالي"
وأسابق قدري.. لأصل وإذا بالغرفه مظلمه!!
والجميع يخرجون..
لا.. مالذي حصل!!
بكل هدوء.. يأتي ليصفعني صفعة أخرى.. أشد من التي قبلها..
{عظّم الله اجرك.. وغفر لها}
لاااااا..
هل ماتت أمي!!
كيف تموت وأنا لم أخبرها ما أريد!!
كيف..
اريد أن أضمها..
أن أخدمها..
أن "أسولف" معها..
اريد ان.. "اطبع" على جبينها قبلة حارة.. لا "يبّردها" سوى سيل الدمعات..
أمي
أمي
أمي.. عودي لي
سيناريو مؤثر ومؤلم للغاية لا أستبعد أنه حقيقي
فكم نسوف في بر أمهاتنا
وكم تأخذنا الحياة ومشاغلها عنهم
إخواني وبالذات الشباب لا يشغلكم العمل وإن كان دعوي عنها !!
ولا تشغلكم الزوجة ولا الأبناء ولا أصدقاءكم عن والديكم وخاصة الأم صاحبة القلب الكبير
عطوها من وقتكم .. عطوها أخباركم .. آمالكم ..
وياسعد من سمع دعواتها تخرج من قلب راضي وسعيد .. تملا حياتكم بها توفيق وبهجة ..
فهي باب البركة في الرزق والعمر وبرضاها رضا الله ومفتاح السعادة والجنة
الله لا يحرمنا برها ..الله لايحرمنا برها