أهدر منتخبا صربيا وأستراليا فرص التأهل إلى الدور الثاني من
نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA وذلك بعد أن حققت أستراليا
إنتصارا لم يكن كافيا لها بنتيجة (2-1) في ختام لقاءات المجموعة الرابعة
والذي جرى على ملعب مومبيلا في مدينة نيلسبرويت.
تقدمت أستراليا في الشوط الثاني بهدفي كاهيل وهولمان
وباتت بحاجة لمثلهما للتأهل، لكن بانتيليتش قلص الفارق بهدف متأخر وتحولت
الإثارة حين إحتاجت صربيا لهدف التعادل لتنال بطاقة التأهل، لكن الصافرة
النهائية حرمتهما من بلوغ الهدف.
ورفعت أستراليا رصيدها إلى 4 نقاط في المركز الثالث، فيما
تراجعت صربيا للمركز الرابع برصيد 3 نقاط.
بدا لاعبو المنتخب الصربي أكثر حافزا للتقدم للهجوم منذ
إنطلاقة الأحداث، رغم أن المنافس بحاجة للفوز أيضا، ولم يحتج الصربيون
لفترة جس النبض للتقدم وإعلان نواياهم الهجومية، حيث سارع كراسيتش لإختراق
منطقة الجزاء والتسديد بقوة لينجح الحارس شفارتس في منعها من هز الشباك
(6).
أحسن خط الوسط الصربي فرض نفوذه على مسرح العمليات بفضل
خبرة القائد ستانكوفيتش وكوزمانوفيتش ونينوكوفيتش ومع تقدم كراسيتش
ويوفانوفيتش من الأطراف وهو ما أضفى مزيدا من إحكام السيطرة على المجريات.
وتجلت قوة الهجوم الصربي عندما إرتد ستانكوفيتش بهجمة
مرتدة مستغلا المساحات الشاسعة إثر تقدم الدفاع الأسترالي خلف ركنية، ليمرر
كرة مناسبة إلى كراسيتش الذي واجه الحارس شفارتس وتخلص منه بمهارة لكنه ضل
طريق الشباك فسدد بجوار المرمى المشرع (12).
وتواصل الخطر الصربي من كافة المحاور، حيث أرسل
يوفانوفيتش كرة عكسية من الجهة اليسرى إلى اليمنى نحو كراسيتش الذ لعبها
ذكية دون تعقيد إلى المندفع كوزمانوفيتش داخل منطقة الجزاء لكنه سدد بالعرض
بدلا من المرمى (16).
كان يجري ذلك دون أن يتمكن المنتخب الأسترالي من التحكم
بالكرات التي تصله، حيث عاني من قلة الزيادة وبطئ التحرك، خصوصا في وسط
الملعب منشئ الهجمات، ولذلك فقد ظل بعيدا عن مناطق التهديد، وعلى العكس
تماما كان "مسلسل" الخطورة الصربية يتواصل من جديد، حين مرر ستانكوفيتش كرة
رائعة إلى الظهير المتقدم إيفانوفيتش داخل منطقة الجزاء فسددها بقوة لكن
الحارس شفارتس تمكن من ردها في اللحظة الأخيرة قبل أن تهز الشباك (23).
وبعد فترة من الهدوء في الهجمات الصربية، كان الأستراليين
يحاولون تنظيم الصفوف مجددا، فحاول كاهيل ومعه كولينا وفاليري نسج الهجمات
ومحاولة التقدم وعكس الكرات العرضية نحو رأس الحربة الوحيد كينيدي، لكن
أغلب الكرات لم تسفر عن أي تهديد جدي.
في المقابل إختتم المنتخب الصربي فرص التهديد في الحصة
الأولى، عندما رفع كراسيتش كرة عرضية داخل المنطقة وصلت على رأس "العملاق"
زيجيتش الخالي من الرقابة، لكنه حولها بجوار القائم بقليل (35).
إنقلبت الأمور رأسا على عقب مع عودة الفريقين من فترة
الإستراحة، حيث تبادلا الأدوار، أو يمكن القول بأن أستراليا غيرّت طريقتها
وخرجت من الدفاع للهجوم، صحيح أنها كانت ستدفع الثمن "هدفا" عندما تقدم
يوفانوفيتش ويمرر الكرة إلى زيجتش داخل منطقة الجزاء ليهيأها لنفسه ويطلقها
قوية لتمر فوق العارضة بقليل (55).
بدأ الهجوم الأسترالي تهيأة الأجواء لنفسه عندما بات
يتلمس الطريق نحو المرمى، فرفعت كرة مباشرة من الجهة اليمنى داخل منطقة
الجزاء أبعدها الدفاع أمام المتحفز كولينا الذي سددها من مسافة بعيدة لتمر
بجوار القائم (57).
ثم ظهر بريشيانو عندما حاول مخادعة الحارس ستويكوفيتش
بكرة مباشرة من مسافة بعيدة تنبه لها الأخير وأبعدها للركنية (60).
وعاد ذات اللاعب بريشيانو ليسدد من جديد كرة قوية لكن من
مسافة أقرب على حدود منطقة الجزاء لكن الحارس تألق مرة أخرى وأبطلها (65).
حاول المنتخب الصربي الرد بعد فترة طويلة فتقدم
أبورادوفيتش وعكس كرة عرضية إرتقى لها كوزمانوفيتش وحولها برأسه لتمر بجوار
القائم الأسترالي (68).
هذه المقدمات الأسترالية كانت تنبؤ بحتمية إهتزاز الشباك
فتقدم إيميرتون من الجهة اليمنى وعكس الكرة عالية ليرتقي لها كاهيل ويحولها
من فوق فيديتش إلى الشباك الهدف الأول (69).
وسرعان ما ضاعف الأستراليون النتيجة عندما إستلم البديل
هولمان الكرة من دائرة المنتصف ويتثقدم بسرعة في المساحة الشاغرة ويطلق
الكرة قوية لتهز الشباك الهدف الثاني (73).
حاول المدرب آنتيتش تعويض مافات فأشرك بانتيليتش وتوسيتش،
وبعد إستيعاب "الصدمة" عاد المنتخب الصربي للهجومظن فسدد توسيتش من بعيد
ليفاجئ الحارس شفارتس لترتد منه أمام المتابع بانتيليتش الذي أسكنها المرمى
الهدف الصربي الأول (84).
ومضت الدقائق الأخيرة سريعة، وفيها ضاعت فرصة التعديل
والتأهل على صربيا عندما تقدم زوفيتش ومرر الكرة إلى بانتيليتش الذي أهدرها
فوق المرمى في الوقت المبدد من اللقاء.