أكد المنتخب الألماني
أنه لازال أحد أكبر المراهنين على الفوز باللقب بعد أن تأهل إلى الدور ربع
النهائي من نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA بعد أن أنزل
بالمنتخب الإنجليزي هزيمة كبيرة قوامها 4-1.
اللقاء التاريخي الذي جمع الفريقين على ملعب مانجوانج في مدينة
بلومفونتين كان مثيرا بكافة تفاصيله حيث تقدم "المانشافت" بهدفين قبل أن
يرد الإنجليزي بهدف التقليص ويهدر فرص التعادل، ثم استغل الألمان الإندفاع
غير المحسوب لتسجيل هدفين متتاليين من هجمتين سريعتين أنهى بهما كل مقاومة
لينتزع بطاقة العبور ويقطع لمنافسه تذاكر العودة.
بدا واضحا أن كلا المنتخبين يريد الهجوم والتسجيل منذ البداية، وهو
ما إنعكس على القدرات الدفاعية، ولذلك فقد كان التهديد سريعا من الجانب
الألماني الذي أعلن نواياه بسرعة عندما أرسلت كرة خلف الدفاع تقدم لها
أوزيل وسددها لترتد من قدمي الحارس جايمس وتعلو العارضة بقليل (5).
هذه الكرة دقت ناقوس الخطر فوق مسرح الحدث وتحرك
هجوم "المانشافت" بسرعة فائة معتمدا على أوزيل في العمق ومعه شفاينشتايجر
فيما تحرك مولر وبودولسكي على الأطراف، وبحث كلوزة عن منفذ بين قلبي الدفاع
تيري وأبسون، وبالفعل لم ينتصف الشوط قبل أن تهز الشباك بعد خطأ غريب من
المدافعين تيري وأبسون عندما أرسل الحارس نيوير كرة طويلة ارتدت من فوقهما
ليسيطر عليها كلوزة ويتخلص من تيري ويغمز الكرة قبل جايمس الهدف الأول
(20).
حاول وسط المنتخب الإنجليزي القيام
بردة فعل سريعة، فحاول جيرارد مع لامبارد لايجاد الطريقة المناسبة لكن باري
سدد من خارج منطقة الجزاء لتلمس الطريق نحو نيوير الذي سيطر على الكرة دون
عناء (27).
ولم يتعظ الدفاع الإنجليزي من
الخطأ الأول الذي نتج عنه الهدف، ليمرر مولر إلى كلوزة داخل منطقة الجزاء
لكن الأخير سددها بقدمي جايمس (30).
ولم
يتأخر عقاب الدفاع عن أخطاءه عندما مرر مولر كرة ذكية في المساحة إلى
بودولسكي داخل منطقة الجزاء سيطر عليها وسددها قوية زاحفة مرت من جايمس
لتهز شباكه مرة ثانية (32).
هذه المرة كان
لا بد للمنتخب الإنجليزي أن يتقدم ويرفع نسق التهديد بعد أن مني بالهدفين،
فرفع ميلنر كرة عرضية أمام المرمى حاول لامبارد تحوليها للشباك لكنه لم
يستطع مع تدخل الحارس نيوير والمدافع ميرتساكر (36).
وبسرعة نفذت ركنية قصيرة إلى جيرارد الذي رفعها
باتجاه منطقة المرمى ليرتقي المتقدم أبسون دون مضايقة ليحولها للشباك مقلصا
الفارق (37).
توالى الضغط الإنجليزي
لإستغلال "نشوة" الهدف، وسرعان ما قدم لامبارد إحدى لمحاته الإبداعية عندما
سدد الكرة قوية من فوق الحارس نيوير لترتد من بطن العارضة (39).
حاول بودولسكي الرد مستغلا حالة الإرتباك في
الملعب فسدد كرة قوية مرت بجوار القائم بقليل (40) لينتهي الشوط على التقدم
الألماني.
كما كان منتظرا فقد عاد المنتخب
الإنجليزي متحمسا للهجوم وإدراك التعادل، فتحرك جيرارد أكثر في الجبهو
اليمنى وحاول تكثيف الطلعات من هناك، وأصبحت مناورات روني أكثر إقلاقا،
وإضطر الدفاع الألماني لتكثيف الضغط فارتكب خطأ على مسافة قريبة من منطقة
الجزاء ليسدد لامبارد الكرة وترتد من جديد من العارضة الألمانية (52).
وتجددت المحاولات وتأخر روني في التمرير لملنر
داخل المنطقة الذي سددها بجسد المدافع ميلنر لتضيع فرصة التعادل (57).
بدأت بعد ذلك لعبة الهجوم المرتد التي يتقنها
المنتخب الألماني مستغلا المساحات التي ظهرت جراء التقدم الكبير للاعبي
الوسط الدفاعي، وبدأت ملامح الخطورة تطل برأسها عندما سدد مولر كرة أرضية
مرت بجوار القائم (61)، وأتبعه شفاينشتايجر بتسديدة أخرى وجدت نفس الطريق
بجوار القائم (63).
بعد أن دفع كابيللو
بورقة جو كول بدلا من ميلنر بات الإندفاع الهجومي للمنتخب الإنجليزي أشبه
"الإنتحار" وظهرت النتائج بسرعة، عندما قاد شفاينشتايجر هجمة مرتدة سريعة
ومرر الكرة إلى مولر الذي سددها قوية أخذت يد الحارس جايمس وهزت شباكه
للمرة الثالثة (67).
وسرعان ما تضاعفت
النتيجة عندما قطعت الكرة على حدود منطقة الجزاء الألمانية وأرسل ميرتساكر
كرة طويلة في المساحة الشاغرة خلف جونسون لينطلق منها أوزيل ويخترق منطقة
الجزاء ويمرر الكرة على طبق من ذهب إلى مولر الذي أسكنها في المرمى الهدف
الرابع (70).
دخلت أجواء اللقاء بمرحلة
اللاعودة، حيث سيطر الألمان على الكرة وحافظوا على مواقعهم والكرة في حال
استحوذوا عليها، في المقابل مضت المحاولات الإنجليزية تبحث عن منفذ لتهديد
المرمى، وتقلصت فرص الخطر كثيرا باستثناء كرة من جيرارد سددها وتألق نيوير
في إبعادها للركنية (81).
ومضت الدقائق
الأخيرة ثقيلة على المنتخب الإنجليزي الخاسر والذي حاول الوصول إلى هدف ثان
لتقليص الفارق لكن المنعة الدفاعية وثبات الحارس نوير ألغى أدنى خطوة
لتعلن الصافرة الأخيرة التأهل الألماني.