الكتابة جزء مني
الألم يعذبني ببطء
والقلم يرتعش بين أناملي
أحاول جاهد أن أكتب
فالكتابة هي الوحيدة المتبقية لي
فلا يمكنني الإستغناء عنها
إنها جزء مني
أهرب من واقعي للصمت
وأهرب من صمتي للجنون
وأهرب من جنوني للشعر
في بحور الشعر أنسي من أكون
لكي أكون شاعر
لاتكفيني الفكرة
ولاضوء الشموع في سهري
ولا أحتاج إلي خبرة
ليس الأمر في القلام أو المحبرة
الأمر ليس في الثقافة
أو الجامعات الكبري
يكفيني شعوري وإحساسي
حينما فقط أصبح شاعر
وتراودني أطياف الذكري
عندما أشعر بالوحدة والغربة
أنكب بين أوراقي وأمسك قلمي
وأسلي نفسي بحبر قلمي
وساعة يكتب ألم
وساعة يكتب فرح
ياقلمي أنت رفيقي
ولا أنسي أوراقي
فبكما أزرع البسمة علي شفتاي
وبكما أنزع الألم من جسدي
علي غير العادة
ففي هذه المرة يدي ترتجف بأكملها
وكأنها المرة الأولي تلمس قلمي الحبيب
الذي هو دوما رفيقي في السراء والضراء
فيا يدي
إن الذي بين يداكي
ماهو إلا قلمي الباكي
فهو ياما
كتب الخواطر وياما
أزعجته في أوقات غير مناسبة
لكنه لأجلي تصبر وتحمل
عرف أن حياتي كلها أحزان
كآبة وصمت هموم وحنين
ووعود كاذبة من الآخرين
فأنا ساعة أشعر بالفرح
وساعات أشعر بالحزن
ويوم أضحك
وأيام باكي العين
وشهر مع الناس
وشهورا أعيش وحيد
وسنة أعيش حاسب أفكاري
وسنين أكون غارق في بحر الهموم
أعرف أن الكتابة صراحتي ولغة صمتي
ما بداخلي
صمتي الذي لايفضح إلا لذاتي
الكتابة لها متعة خاصة بي
هي وقفة تأمل صادقة مع ذاتي
لأن ليس هناك حواجز بيني وبين أحاسيسي
لأوصل المعني المراد لمن أراد أن يفهمه
عندما أكتب عن الحب
أكتب بإحساسي
وعندما أكتب عن ألمي
فإنني أعجز تماما
وليس بقدرتي ولا بإمكاني
أن أكتب عن الألم الحقيقي
الذي أشعر به
إن الكتابة جزء مني ومن كياني
ووجودي من قناعاتي بالدنيا
وفي الوقت نفسه هي القاسم المشترك
بيني وبين الناس
وإلي من يقرأني
سيحس بأناملي قد تسللت إلي جوارحه
تنبش في أعماقه
لتتجسد صورة نكاد نلمسها بأناملنا
ونستشعرها بدموعنا
وحين نفكر بين الواقع والخيال
فتختلط بنا الأمور
واخيرا أطلب من كل قاريء
أن ينتظر كتاباتي ليقرأ لي
وأنتظر كل بريد لأقرأ له