قالت نملة
قالت نملة لعشيرتها من النمل وقد إجتمعوا أمامها في صفوف : لقد وجدت كنز من الخبز ، مملوء بالمربي ، ملقاه علي الأرض،هيا نخزنها للشتاء المقبل، ولا تنسوا طول الشتاء الماضي وقسوة برده بعد التغيرات المناخية.
اصطف النمل في صفوف منتظمة لا تحيد احداهن عن الأخري، الجميع أخذ وجهته نحو قطعة الخبز،بدأت كل واحدة من النمل تحمل قدر وزنها وزيادة.
ومع شقشقة العصافير قامت سيدة المنزل : أصبحنا وأصبح الملك لله لقد غلبنا النوم ،وضاع منا صلاة الفجر ..تزغد ابنتها : هيا لقد تأخرتي علي موعد المدرسة.
تفرك الصغيرة في عينيها العسلاوتين ،في محاولة منها أن تزيح أثار النوم الثقبل،شدني فيلم السهرة فتأخرت في النوم.
قامت هدي تبحث عن لقمة المربي التي أعدتها أمس، وجدتها امتلأت بالنمل، إنخرطت في البكاء: لقد ضاع حلمي أن أفتخر بها علي زميلاتي في الفصل.عليَ صراخها ،دخلت الأم مسرعة وبيدها المقشة،، لم يتراجع النمل عن مشروعه، ولم ترهبه صراخ الطفلة، ولم يتراجع أمام الجرافات المشرعة قممها نحو الهدف ،تنظف هدي بقايا الحلم ويطرق مسامعها صوت أمها : إحفظيها تحفظك ،صونيها تصونك .
ترمي هدي بإحدى النمل في الأرض ،تهرب الأخري بحملها من بين يدها، وأمام إصرار النمل ومقولة أمها، استرجعت مشاهدة فيلم الأمس (كيف يحولون القمح إلي ميثان)لقد شدني ، ونسيت أن أحفظ اللقمة بعيدا عن النمل، تسائلت في نفسها: هل سيأتي يوما ناكل فيه الميثان ، ويمنحنا طاقة كما يمنح السيارات . تضحك سيدة النمل علي مقولتها: الحمد لله، أن امتلأت مخازننا بالخبز. تدفع الأم بالمقشة جيش من النمل تجمع علي قطع الفيشار الملقاه علي الأرض:لم يعد مكان خال في البيت من النمل .
هدي :يقولون بأن امريكا ستمنع عنا الخبز.
الأم:أمريكا تمنعنا الخبز ، والنمل يأكله هنا ، أمريكا والنمل ،الجميع تكالب علي لقمة الخبز .تقترب سيدة النمل من اصبع هدي فتلدغها، تصرخ ، ترمي باللقمةـــ بالحلم ــــأرضا ، تجرها سيدة النمل نحو مخازها ، تغطاظ هدي ، تهرسها بقدمها ،يضيع حلم الإثنين، ويبقى الجوع في يد هدي ....
تمت
كتبها عبدالله عبد الباقي عبد الغفار ابو ريم وابو مريم