المملكة العربية السعودية بطلة كأس أسيا ثلاث مرات و المنتخب الأسيوي الوحيد الذي بلغ المباراة النهائية ست مرات في سبع مشاركات فقط ,كانت أول المودعين لمنافسات النسخة الخامسة عشرة للبطولة من الباب الصغير بفضل التخبط و الترهل الإداري الذي ألقي بظلاله علي المنتخب العربي الكبير منذ وفاة الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز عام 1999.
هذا هو الملخص الأبرز الذي أفرزته الجولة الثانية للمجموعة الثانية للبطولة و التي شهدت تحقيق المنتخب الأردني لفوزه الأول في البطولة علي حساب شقيقة السعودي في المواجهة الأولي بهدف دون رد و خسارة المنتخب العربي السوري أمان اليابان بهدف لهدفين في ثاني مواجهات أمس الخميس.
بهاتين النتيجتين تقاسم "النشامي" صدارة المجموعة مع "محاربي الساموراي" برصيد 4 نقاط لكليهما مع وجود أفضلية لليابانيين بفارق الأهداف, فيما تراجع المنتخب السوري للمركز الثالث وخرج "الأخضر" مبكراً بعد خسارتين متتاليتين لثاني مرة طوال تاريخه في البطولة بعد أن خسر من أوزبكستان و العراق و غادر منافسات نسخة 2004 بالصين من الدور الأول لأول مرة في تاريخه.
حمد يتفوق علي الجوهر
عدنان حمد المدير الفني العراقي لمنتخب الأردن فرض أسلوب لعب فريقه علي المنتخب السعودي الذي قاده مدربه الوطني ناصر الجوهر بعد رحيل البرتغالي بيسيرو في اللقاء الذي أقيم علي ملعب أحمد بن علي بنادي الريان و أداره الدولي الإماراتي علي حمد وفيه برز لاعب وسط فريق الفيصلي بهاء عبد الرحمن(24 عاماً) و غالط وليد عبد الله بكرة مباغته في الدقيقة 35 بعد أن تلقي تمريرة زميله عبد الله ذيب المنطلق من الجانب الأيسر و سددها بيمناه في أقصي الزاوية اليسري العليا فشل حارس الشباب في التعامل معها واستقرت في شباكه معلنة تقدم "النشامي" رغم وجود أفضلية نسبية لزملاء ياسر القحطاني في السيطرة و الفرص المتاحة في هذا الشوط.
تغييرات مدرب الطوارئ و الأزمات لم تأتي بجديد فلا ناصر الشمراني الذي حل بدلاً من الشلهوب في بداية الشوط الثاني نجح في التسجيل و لا نواف العابد الذي أقحمه بعدها بعشرين دقيقة تألق و حتى عبد العزيز الدوسري لاعب وسط الهلال الذي دفع به مكان عبد الله شهيل مدافع الشباب لزيادة الكثافة الهجومية فشل في فك رموز الخطة الدفاعية المحكمة التي برع مدرب "أسود الرافدين" السابق في تلقينها لنجوم الفريق الذي وقف خلفهم حارس كبير اسمه عامر شفيع.
اليابان تهزم سوريا في مباراة تحكيمية مثيرة للجدل
الحكم الإيراني محسن تركي نال سخط لاعبي اليابان و سوريا في اللقاء الذي جمع المنتخبين علي ملعب سحيم بن حمد بنادي قطر في ختام الجولة الثانية للمجموعة الثانية في حضور أكثر من عشرة ألاف متفرج.
الشوط الأول من اللقاء سيطر عليه رجال المدرب الإيطالي الشهير البيرتو زاكيروني بشكل شبه تام و أضاع الفريق العديد من الفرص السهلة التي وقف لها الحارس مصعب بلحوس و الدفاع السوري تارة والتسرع و سوء الحظ من مهاجمي أصحاب الزي الأزرق تارة أخري, قبل أن يستغل لاعب وسط فلفسبورج الألماني ماكوتو هاسيبي(26 عاماً) هجمة يابانية من الجانب الأيمن و سدد الكرة التي وصلته اثر ارتباك ثمانية من لاعبي "الأحمر" أرضية زاحفة علي يسار حارس الكرامة المتألق قبل عشر دقائق من صافرة نهاية الشوط الأول.
في الشوط الثاني دفع المدرب الروماني تيتا فاليريو بكل ثقله الهجومي لتعويض النتيجة حيث أشرك فراس الخطيب بدلاً من سامر عوض (ق 46) و سنحاريب ملكي بدلاً من محمد زينو (ق 65).
ملكي مهاجم فريق جرمينال البلجيكي لم يخيب ظن مدربه و استغل كرة مرتدة من الدفاع الياباني للحارس ايجي كاواشيما المحترف في الدوري البلجيكي مع ليرس وتداخل معه ليسقط داخل منطقة الجزاء ويحصل علي ركلة جزاء أثارت لغطاً كبيراً في الملعب و طُرد علي إثرها كاواشيما نتيجة الاعتراض الحاد علي اللعبة.
بعد أن هدأت الأمور نسبياً داخل ملعب اللقاء نفذ فراس الخطيب ركلة الجزاء و حولها في مرمي الحارس البديل شوساكو نيشيكاوا الذي دفع به زاكيروني بدلا من المهاجم ريوشي مايدا في الدقيقة 76.
أطماع المدرب الروماني في نقاط المباراة الثلاثة ظهرت بوضوح عندما دفع بمهاجم ثالث هو عبدالفتاح الأغا بدلاً من لاعب الوسط جهاد الحسين في الدقيقة 78 دون تقدير لشدة بأس "محاربي الساموراي" الذين تقدموا بهدف ثان في الدقيقة 81 بعد أن حول كيسوكي هوندا ركلة الجزاء الغريبة التي عاد بها تركي لواجهة الأحداث مجدداً في مرمي بلحوس في ظل توتر و اعتراض لاعبي منتخب سوريا.
الوقت مر سريعاً جدا علي زملاء عبدالرزاق الحسين ولم يتمكنوا إلا من جني كارت أحمر للمدافع نديم صباغ للإنذار الثاني في نهاية الوقت الأصلي للقاء, لتأتي بعدها صافرة الدولي الإيراني معلنة فوز اليابانيين و خسارة السوريين و ربما انتهاء مسيرة تركي في البطولة عند هذا الحد و اكتفاءه بإدارة لقاء وحيد شأنه شأن الأسترالي بنجامين ويليامز الذي ارتكب أخطاء مماثلة ضد الكويت في لقاءها مع الصين في الجولة الأولي للمجموعة الأولي.
فيما يلي نقدم أهم أرقام و إحصاءات و ظواهر البطولة بعد إسدال الستار علي الجولة الثانية للمجموعة الثانية في انتظار لقائي اليوم في المجموعة الثالثة بين أستراليا وكوريا الجنوبية و البحرين و الهند.
* أربعة أهداف تم تسجيلها خلال لقائي الجولة الثانية للمجموعة الثانية رفعت غلة البطولة من الأهداف إلي الرقم 32 في 12 لقاء شهدتها حتى الآن.
* الفوز الذي حققه المنتخب الياباني علي سوريا بهدفين مقابل هدف هو الثاني بنفس النتيجة في ثاني مواجهة تجمع المنتخبين طوال تاريخهما في النهائيات, اللقاء الأول كان في الدور الأول للمجموعة الثالثة في النسخة الإماراتية 1996.
* المنتخب الأردني حقق فوزه الثاني طوال مشاركاته في النهائيات (يشارك للمرة الثانية) و حافظ علي سجله خالياً من أي خسارة في مباراته السادسة في البطولة.
* في لقاءه رقم 33 في نهائيات أمم أسيا تلقت شباك منتخب اليابان الهدف رقم 33 بقدم السوري فراس الخطيب من ركلة جزاء, رصيد أبطال أسيا ثلاث مرات من الأهداف ارتفع بثنائية هاسيبي و هوندا للرقم 61.
* بحالتي طرد و ركلتي جزاء رفع الدولي الإيراني محسن تركي عدد الكروت الحمراء في البطولة إلي الرقم 4 و زادت ركلات الجزاء المحتسبة إلي الرقم 5 تم ترجمة 4 منها بنجاح عن طريق فوزي عايش(البحرين) و بدر المطوع (الكويت) و فراس الخطيب (سوريا) و كيسوكي هوندا (اليابان), أما الركلة الوحيدة المهدرة فكانت من نصيب اللاعب الكوري الشمالي هونج يونج جو في لقاء بلاده ضد الإمارات العربية في المجموعة الرابعة.
* فوز منتخب الأردن علي السعودية هو الثالث للمنتخبات العربية في البطولة حتى الآن , الطريف أن الانتصار الأول للعرب كان سورياً علي حساب السعودية أيضاً, فيما ظل الفوز القطري علي الصين هو الوحيد لأحد ممثلي أبناء لغة الضاد أمام أحد المنتخبات غير العربية.
* لا زال الدولي الكوري الجنوبي كيم دونج جين هو الوحيد من أصحاب الصافرة الذي أدار لقاءين في البطولة حتى الآن , كان جين قد أدار لقاء السعودية وسوريا في الجولة الأولي للمجموعة الثانية ثم عاد وأدار لقاء قطر و الصين في الجولة الثانية للمجموعة الأولي.