سلمان بن عبدالله القباع
في ظل التقدم التكنولوجي الذي يحيط بالعالم أتى من واقع الاختراعات من تقدم بدعم من الدول المصنعة والتي تعطي اهتماماَ واسعاً وكبيراً لأي منتج، والوسائل الحديثة من اتصال بتقنية عالية تخدم الإنسان بعد أن يقوم بتوظيف هذا المنتج للأهم، ووسائل الاتصال من فيس بوك وتويتر وغيرها وضعت للفائدة وتقديم المفيد بها، والغرب والشرق بصناعتهم للأجهزة وأيضاً لاختراعهم لها أتى بنظرة مدى احتياج الانسان لها وأصبحت مكتبة متنقلة في جيبك تخاطب وتتصفح ما تريد خصوصاً إذا كان الهدف علمياً أو عملياً، نعم الفائدة نجدها بل وضعت لنا آفاقاً جميلة وواسع لنيل ما نريد من معلومة في ثوانٍ وأنت في أي موقع في مدينتك، وقد استقبلنا هذه الاجهزة بعولمة العصر ومواكبة هذا التقدم الصناعي المفيد، وكل شخص الآن نجد أنه يحتضن تلك الأجهزة وبحوزته أينما حل، بل أصبحت شغله الشاغل وقد اعتاد عليها، أجهزة أفادت الكثير، ولكن هناك نقطة بل ملحوظة، وهي احتضان ابنائنا وانغماس أفكارهم نحو هذه الاجهزة، من مصلحة الطفل ان يكوم طلع على الاجهزة ولكن بدراية ومتابعة من قبل الآباء، ولكن هناك من أهمل هذه الجزئيه وترك الابناء يتجولون عبر مواقع ومضرة وليست مفيدة، مواقع ينجرف لها الأبن في ظل (تعايشه الوقتي) بمرحلة المراهقة، والبحث عن المثير من مواقع مخلة للآداب ومواقع لا يجد منها أي فائدة سوى الاستمتاع الوقتي وتأتي عواقبها بانحلال الاخلاق والوقوع بما يضر، اهمال واضح وجده الأبناء من آبائهم وكانت المحصلة غير مرضية، اهمال واضح من الآباء بعدم مراقبة الابن وتصفح جهازه، اهمال من قبل الأم بعدم الجلوس مع ابنتها (المراهقة) والتحدث معها وتصفح جهازها، انطواء الابناء والفتيات للاجهزة، كل هذا أصبح واقع في المجتمع، لاحظوا أن هناك برامج حديثة ومازال هناك الكثير، برامج تافهة وفيها من المسخرة وسوء الأدب، نجد أن الابناء شاركوا بها ويتصفحونها ليلاً ونهاراً، بل أن هناك من حاول أن يكون شريك معهم، ليست المسألة بسماع أغنيه او متابعة شيء من هذا القبيل فالمسألة تعدت بكثير، ونأسف أن نجد الأم تشارك ابنتها هذه البرامج والتصفح معاً!!!
نرى أن الابناء من خروجهم من المدرسة خصوصاً مرحلة التعليم العام ( الابتدائية المتوسطة والثانوي) نجد بعد خروجهم يبحثون عن الاجهزة ( بحكم منعها في المدارس) يبحثون عنها ويتصفحون، وأصبحت المواد التعليمية آخر اهتمامه، ولا يجد الأبناء من يردعهم وأخذ تلك الأجهزة وعدم تقديمها وإعادتها لهم إلا مع الإجازة الاسبوعية، ظلت حبيسة الأبناء أنفسهم ويتجولون بها يومياً، وفي أحد الصدف في أحد القنوات الفضائية شاهدت لقاء ( تربوي ) مع أحد المختصين يتحدث عن هذه الجزئية واستقباله أحد أولياء الامور في عيادته، وقام الاب يشرح المشكلة الحاصلة لابنته وانحلالها اخلاقيا وعندما تقصى الاب الوضع وجد أن جهاز (الجوال) الحديث هو السبب الحقيقي بانغماس الفتاة في مواقع اباحية وهم غافلون عنها، ويريد من المختص أن يجد له حلاً في هذه المحنة التي نجدها بكثرة ومتداولة، كل هذا بسبب ابتعاد الآباء عن ابنائهم وعدم مراقبة ابنائهم، ولا نطالب بأن يكون الأب ملاصقاً لابنه أو ابنته طوال (24) ساعة، لأن هذا الأسلوب فيه تعقيد لهم ولكن (سدد وقارب) الجلوس معهم أقل تقدير ساعة ومحاورتهم وحثهم بأن تلك الأجهزة فيها المفيد وغير المفيد، وأيضا محاولة الاطلاع على ما يتصفحون وما هو متواجد في المتصفح في أجهزتهم، وهناك مواقع ( مشبوهة ) تستغل تواجد هؤلاء وجذبهم حتى ينضموا للخلية، ومن ثم يصبح الابن منجرفاً لهم ونحن ندرك أن أصحاب تلك المواقع لا يحملون للانسائية أي صواب بل أحاطوا أنفسهم بأجواء ( يخيل لهم بصحة ما يعملون ) ولهم (أهداف اخرى)..
العلاقة بين الابناء والآباء نلاحظ أنها اصبحت منحدرة ومتباعدة (عاطفيا)، أصبحت سبباً رئيسياً لتباعد وترابط الأسر فيما بينهم وهناك فجوة واضحة. من منا خصص يوماً في الأسبوع للجلوس مع ابنائه بدون صحبة أي جهاز؟ الوضع خطير مالم نتدارك تلك المسألة. ليقتني الأبناء الأجهزة ولا ضير، ولكن بما يفيد وتحت غطاء الرقابة من الآباء..
أما تركهم لوحدهم بصحبة تلك الأجهزة من غير رقيب فالمسألة سوف تكون لها عواقب وخيمة.