كان جالساُ بين أحبآبه , وأصحآبه
يُداعب هذا ، يلاعب ذاك ، يمزحُ مع هذا، ويعدُ الآخر بأن يخرج معه وأن يتسامر معه
/
وفجأة ..!!!
ضاقت أنفاسه، وبدأ يختنق ، شَعَرَ كأن السماء انطبقت على الأرض وهو بينهما، واختفى كل شيء من حوله ،
أحاطت به وجوه ليست بوجوه إنس ولا بوجوه جان،
ثم سمع من يناديه فقال له: أيتها النفس الخبيثة ،اخرجي إلى نارٍ ونيران ورب ٍمنتقم غضبان
ففرق من الفزع، وأصابه الهلع، وأخذ يتذكر سنوات عمره التي مرت عليه بدون أن يسجد فيها لله سجدة، بدون أن يسجد فيها قلبه
تذكر معاصيه، تذكر غدراته ، تذكر فجراته، تذكر إعراضه عن ربه، تذكر إهماله وقال: {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}
[ الفجر/24]
هل تعرف من هذا الذي مات ؟؟؟
إنه أنت هل تأمن ألا تكون هذا الإنسان الذي يأتيه الموت فجأة ؟؟
تصوّر هذا المشهد الصعب الرهيب عندما تستغيث ولا تُغاث تنادي فلا تُجاب إلا بكلا، أين أنت قبل ذلك؟؟
{آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [ يونس/91]
آلآن ستُراجع حساباتك؟
آلآن ستتوب،آلآن ستكُف عن المعاصي؟؟
وكأن الله تبارك تعالى يقول لك: يامعرضاً عنا بم تعوضت؟؟ يا مُلتفتاً عنا ، لماذا أعرضت؟؟
لماذا بعدت عني؟؟ ما الذي كان عند غيري حتى تذهب إليه وتتركني؟؟؟
يا مُعرضاً عن كتابي ، يا مُنتهكاً لحدودي ، يا ناشئاً في عصياني، يا مُقتحماً لأسوارٍ، قلت لك ألا تتعداها، فتعديتها
آلآن ستتوب؟؟ أين كنت قبل ذلك؟؟
فتفكر الآن في المصير قبل أن يأتي اليوم الذي تقول فيه { رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ } فيُجابُ عليك بـ { كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }