شبح الالعاب
دروس عقدية وتربوية من الحج 61362310
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
شبح الالعاب
دروس عقدية وتربوية من الحج 61362310
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
مرحبا بك يا زائر لديك 5 مساهمه نرجوا زيادتها بتفاعلك



 
الرئيسيةالبوابهأحدث الصورالتسجيلدخول

آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
اندرويد : My Study Life
تسلل عبر الانفاق ليتزوجها: شاب صيني تزوج بفتاة من غزة
هاااااااااااااااااااام
الإيمان والتواضع
انتهاء عصر الشباب و البنات
حل مشكلت الهامشى
عروض الجزيره
الإسترخاء والتأمل
العقلُ يُنْتِجُ الأفكار و«يُفَرْعِنُهَا»
تعرف علي pes 2014 و ما الجديد في اللعبة !
الخميس 12 فبراير 2015, 09:28
الخميس 29 أغسطس 2013, 20:13
الخميس 29 أغسطس 2013, 20:05
الخميس 29 أغسطس 2013, 20:02
الخميس 29 أغسطس 2013, 04:51
الخميس 08 أغسطس 2013, 23:48
الأحد 09 يونيو 2013, 15:38
الجمعة 07 يونيو 2013, 09:30
الجمعة 07 يونيو 2013, 09:29
الأربعاء 05 يونيو 2013, 10:36











شاطر
 

 دروس عقدية وتربوية من الحج

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Avril
 
 
Avril

دروس عقدية وتربوية من الحج Untitl15

تاريخ التسجيل : 25/11/2008
العمر : 26
الجنس : انثى
مكان الاقامة : -
المشاركــــات : 1766
نقاط التقييم : 0
نقاط التميز : 82
نقاط الخبـــرة : 159165
الاحترام :
دروس عقدية وتربوية من الحج Right_bar_bleue40 / 4040 / 40دروس عقدية وتربوية من الحج Left_bar_bleue

دروس عقدية وتربوية من الحج Untitl16

الاوسمة : دروس عقدية وتربوية من الحج Empty
بلدك : دروس عقدية وتربوية من الحج 1egypt10
المزاج : دروس عقدية وتربوية من الحج _38
My Mms : دروس عقدية وتربوية من الحج User26


دروس عقدية وتربوية من الحج Empty
مُساهمةموضوع: دروس عقدية وتربوية من الحج   دروس عقدية وتربوية من الحج I_icon_minitimeالأربعاء 30 سبتمبر 2009, 23:10

دروس عقدية وتربوية من الحج
تمهيد:
إن النفوس لما كانت مجبولة على محبة الأوطان وعدم مفارقتها، رغّب الشارع في الحج ترغيباً شديداً، وجعل له فضائل جليلة، وأجوراً كبيرة، لأنه يتطلب مفارقة الأوطان والمألوفات من أهل ومال وصاحب وعشيرة، وكذلك تشويقاً للعباد إلى رؤية تلك المعالم التي هبط فيها الوحي، ونزلت فيها الرسالة، لقد كان للحج تأثير عظيم في تزكية النفوس وإصلاح القلوب، لما فيه من معاني العبودية ومظاهر الربانية التي تجلّت في كل أعماله ومناسكه، فأثمرت في واقع السلف قلوباً تقية وأفئدة زكية وأبداناً طاهرة نقية، فكانوا مع أحسانهم العمل يخشون الرد وعدم القبول، فما أحرانا نحن المسلمين أن نعود إلى ما كان عليه السلف الصالح عقيدة ومنهاجاً، عبادة وسلوكاً، حتى نفوز بما فازوا به من سعادة الدارين، العزّ في الدنيا والنعيم في الآخرة.

الحج بين الواجب والواقع:
إن زاد العبادات في مجتمع المسلمين يُفترض أن يصبغ حركة المجتمع كله بدينونتهم لله تعالى في علاقاتهم ليظهر في سلوكيات الأفراد، فهل بدا واقع المسلمين بارزاً فيه صدى زاد الحج، تلك العبادة التي تمزج بين قلوب المسلمين، وترسخ فيها وحدة الشعور، ثمرة لوحدة الشعيرة، هل بدا كذلك؟ وهل تزود المسلمين من زاد الحج وعاشوا حكمه وهم يطبقون أحكامه على وجه مشروع ومسنون؟ هل تحرك ذلك الموكب من ذوي الرداء الأبيض الناصع بين الشاعر شامة تزين الأرض، يباهي بها الرحمن ملائكته، حجيجاً مترابطي القلوب، مسلمين على منهج الله؟ هل بدت حكم الحج العظيمة وآثارها الجليلة متحرّكة مع ذلك الموكب تنطق بها جوارح الحجيج، وتبدوا شاخصة في مناسكهم؟ هل ذابت الفوارق النفسية بين الغني والفقير، والقوي والضعيف، وذهبت مع ثياب الحل وبدت النفوس صافية حانية متآلفة لا يقل صفاؤها عن صفاء ثياب الإحرام.
الحقيقة: أن اجتماع ذلك الكم الهائل من المسلمين على ذلك الصعيد الطاهر، وإن بدت زيادة عدوه ملمحاً إيجابياً من ملامح الصحوة، وزادت فيه مساحات الالتزام الصحيح أثراً من آثارها إلا إن مساحات كبيرة منه تجيب سلباً عما سلف من تساؤلات وذلك لأسباب، منها:
1- أن كثيراً من المسلمين بعيدون عن الأسس العقدية الصحيحة، مما يلزم معه أهمية التوعية بالتوحيد لله وإخلاص العبودية له جل وعلا.
2- أن تلك العبادة أصبحت لدى كثير من المسلمين مجرد رحلات سياحية، تكاد تكون خالية من روحها الإيمانية، بل صارت مجالاً للتفاخر والمباهاة.
3- الجهل السائد لدى كثير من الحجاج بآداب وأخلاقيات تلك الشعيرة، ولا سيما في التطبيق العملي للحج من الطواف والسعي وعند التنقل بين المشاعر، وبسبب ذلك الجهل، انتشر ما يحصل بين الحجاج من سلوكيات غير حميدة وإيذاء لا مبرّر له.
لهذا كله فإنه لزاماً على كل عبد أراد حج بيت الله الحرام، أن يدرك حقيقة الحج، وكلما استوعب المرء حقيقته وروحه، والحكم والغايات التي شُرع من أجلها، واتخذ ذلك وسيلة لتصحيح عقيدته وسلوكه، كلما كان حجه أكثر قبولاً وأعظم أجراً واستفادة، ولن يتمكن أحد من ذلك، ما لم يقم بتهيئة نفسه، ويستغرق في التأمل والبحث عن أسرار الحج وحكمه، أما من لم يكن كذلك، فيخشى أن يكون عمله مزيجاً من السياحة والمتاعب لا غير (ولعل من أبرز الحكم والغايات والمعاني العقدية والدروس التربوية والمستقاة من هذه الفريضة العظيمة ما يلي):
1- التسليم والانقياد لشرع الله تعالى:
كم نحتاج أخي الكريم إلى ترويض عقولنا ونفوسنا، كي تنقاد لشرع الله تعالى بكل تسليم وخضوع، فالحج خير مثال لتحقيق هذا التسليم، فإن تنقل الحجاج بين المشاعر وطوافهم حول البيت العتيق وتقبيلهم للحجر الأسود ورمي الجمار وغير ذلك، كل ذلك أمثلة حية لتحقيق هذا الانقياد لشرع الله تعالى وقبول حكم الله عز وجل بكل انشراح صدر وطمأنينة قلب، لقد دعا إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام، فقالاً: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}[البقرة:128]، لقد دعوا لنفسيهما وذريتهما بالإسلام الذي حقيقته خضوع القلب وانقياده لربه، المتضمن لانقياد الجوارح.
ورضي الله عن الفاروق عمر، إذا يقول عن الحجر الأسود: «إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبّلتك» خرّجه البخاري في صحيحه. يقول الحافظ ابن حجر: وفي قول عمر هذا، التسليم للشارع في أمور الدين وحسن الاتباع فيما لم يُكشف عن معانيها وهو قاعدة عظيمة في اتباع النبي فيما يفعله ولو لم يعلم الحكمة فيه» ا.هـ
ويقول أقوام السنة إسماعيل الأصفهاني: «ومن مذهب أهل السنة: أن كل ما سمعه المرء من الآثار مما لم يبلغه عقله، فعليه التسليم والتصديق والتفويض والرضا، لا يتصرف في شيء منها برأيه وهواه...» ا.هـ
2- تأصيل التوحيد في النفوس:
إن منسك الحج من أعظم شعائر الإسلام تمثيلاً للتوحيد، ففيه تعود بنا الذكريات إلى إبراهيم الذي حطم الأصنام ليكون الدين كله لله، وترك بلاد الأصنام مهاجراً إلى ربه، وهو الذي سمانا المسلمين من قبل، وهو الذي بنى مع ولده إسماعيل أول بيت للناس يُعبد فيه الله وحده. قال تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}[الحج:26]، وبعدها بقليل، حذر سبحانه من الشرك ونجاسته فقال: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}[الحج:30]، بل إنك ترى أن عامة مناسك الحج يتجلى التوحيد فيها ناصعاً، ولذلك وصف الصحابي حجة رسول الله عندما ما أحرم من ذي الحليفة. قال: فأهل بالتوحيد وهو يعني التلبية، فمن أجل تحقيق التوحيد لله وحده والكفر بالطاغوت، شُرع للحاج أن يستهل حجه بالتلبية قائلاً: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك» بينما كان دعاء العرب في الجاهلية: «لبيك لا شريك لك، إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك» ومن أجل تحقيق التوحيد شرع للحاج والمعتمر أن يقرأ في ركعتي الطواف بعد الفاتحة بسورتي الإخلاص: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}[الكافرون:1] {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص:1] كما كان يفعل الرسول، كما شرع الله تعالى التهليل عند صعود الصفا والمروة، فيستحب للحاج والمعتمر أن يستقبل القبلة عند صعوده الصفا والمروة ويقول: «الله أكبر –ثلاث مرات- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحي ويميت، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده –ثلاث مرات-» كما كان يفعل الرسول، وفي مناسك الحج وشعائره تربية للأمة على إفراد الله سبحانه بالدعاء والسؤال والطلب، والرغبة إليه والاعتماد عليه، كما عند المشعر الحرام فجر يوم العيد وبعد الفراغ من رمي الجمرة الصغرى والوسطى في أيام التشريق.
3- تعظيم شعائر الله وحرماته.
من أبرز غايات الحج وحكمه تربية العبد على استحسان شعائر الله وحرماته وإجلالها ومحبتها والتحرج من المساس بها أو هتكها، قال تعالى بعد أن ذكر أحكاماً عن الحج {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}[الحج:30] والحرمات المقصودة هاهنا أعمال الحج المشار إليها في قوله تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ}[الحج:29] وقال سبحانه: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}[الحج:32] فتعظيم مناسك الحج عموماً من تقوى القلوب، كما ذكر ذلك بعض المفسرين، وفي الحديث أن النبي قال: «لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة (يعني الكعبة) حق تعظيمها، فإذا ضيّعوا ذلك هلكوا» خرّجه ابن ماجه وحسنه الحافظ، وينبغي أن نعلم أن تعظيم شعائر الله تعالى يكون بإجلالها بالقلب ومحبتها وتكميل العبودية فيها، يقول ابن القيم: «وروح العبادة هو الإجلال والمحبة، فإذا تخلّى أحدهما عن الآخر فسدت».
4- تحقيق الولاء بين المؤمنين والبراء من المشركين.
كم هو محزن حقاً تفرق المسلمين شيعاً وأحزاباً وتمزقهم إلى دول متعددة ومتناحرة، وقد غلبت عليهم النعرات الجاهلية المختلفة، وإن فريضة الحج أعظم علاج لهذا التفرق والتشرذم، فالحج يجمع الشمل وينمي الولاء والحب والنصرة بين المؤمنين، وإذا كان المسلمون يجمعهم مصدر واحد في التلقي (الكتاب والسنة) وقبلتهم واحدة، فهم في الحج يزدادون صلة واقتراباً حيث يجمعهم لباس واحد، ومكان واحد، وزمان واحد، ويؤدون جميعاً مناسك واحدة.
كما أن في الحج أنواعاً من صور الولاء للمؤمنين: حيث الحج مدرسة لتعليم السخاء والإنفاق وبذل المعروف أياً كان، سواءً أكان تعليم جاهل أو هداية تائه أو إطعام جائع أو إرواء غليل أو مساعدة ملهوف.
وفي المقابل: ففي الحج ترسيخ لعقيدة البراء من المشركين ومخالفتهم يقول ابن القيم: «استقرت الشريعة على قصد مخالفة المشركين لا سيما في المناسك» ا.هـ
ولقد أفاض الرسول من عرفات بعد غروب الشمس مخالفاً أهل الشرك الذين يدفعون قبل غروبها، ولما كان أهل الشرك يدفعون من المشعر الحرام بعد طلوع الشمس، خالفهم الرسول فدفع قبل أن تطلع الشمس وأبطل النبي عوائد الجاهلية ورسومها كما في خطبته في حجة الوداع حيث قال، كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع».
5- تذكر اليوم الآخر واستحضاره.
إن الحاج إذا فارق وطنه وتحمّل عناء السفر: فعليه أن يتذكر خروجه من الدنيا بالموت إلى ميقات القيامة وأهوالها، وإذا لبس المحرم ملابس الإحرام، فعليه أن يتذكر لبس كفنه وأنه سيلق ربه على زي مخالف لزي أهل الدنيا، وإذا وقف بعرفة: فليتذكر ما يشاهده من ازدحام الخلق وارتفع أصواتهم واختلاف لغاتهم، موقف القيامة واجتماع الأمم في ذلك الموطن، قال ابن القيم:
فلله ذاك الموقف الأعظم الذي كموقف يوم العرض بل ذاك أعظم
ناهيك عن الترحال والتعب بين المشاعر، فهما يذكر أنه بالضيق والضنك في عرصات القيامة حتى إن من العباد من يلجمه العرق.
6- محبة الرسول.
إن محبة الرسول من أجل أعمال القلوب وأفضل شعب الإيمان، ومحبة الرسول توجب متابعته والتزام هديه، وإن التأسي برسول الله أثناء القيام بمناسك الحج سبب في نيل محبته، حيث قال: «خذوا عني مناسككم».
وفي اتباع النبي تحقيق لمحبة الله تعالى، كما قال سبحانه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[آل عمران:31].
7- تحقيق التقوى. إن الغاية من الحج تحقيق التقوى، ولذا نجد ارتباط التقوى بالحج في آيات الحج بشكل جلي، قال تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ.....وَاتَّقُوا اللَّهَ......}[البقرة:196]. وقال: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}[البقرة:197].
8- ربط الحجيج بأسلافهم.
تحمل أعمال الحج في طياتها ذكريات قديمة، من هجرة إبراهيم وزوجه وابنه الرضيع إلى الحجاز، وقصته حين أمر بذبح ابنه، وبنائه للبيت، وأذانه في الناس بالحج، حتى مبعث نبينا محمد، والتذكير بحجة الوداع معه حيث حج معه ما يربو على مائة ألف صحابي. وقال لهم: «خذوا عني مناسككم» ثم توالت العصور الإسلامية إلى وقتنا الحاضر، حيث تربوا أعداد الحجيج على أكثر من ألفي ألف من المسلمين مما يجعل الحاج يتذكر تلك القرون ممن شهد أرض المشاعر قبله، ويتأمل الصراع العقدي الذي جرى بين الموحدين والمشركين فيها، وما بذله الموحدون من تضحية بالأنفس ومتع الحياة من أهل ومال وجاه، وما قام به المشركون من عناد وبغي ودفاع عن مصالح أنفسهم وشهواتها، ليدرك أسباب هلاك من هلك ونجاة من نجا، ويعد نفسه عدواً للمجرمين ويستيقن أن العاقبة للمتقين.
9- تعميق الأخوة الإيمانية والوحدة الإسلامية.
يجتمع الحجاج على اختلاف بينهم في اللسان والألوان والأوطان والأعراق في مكان وزمان واحد، بمظهر واحد وهتاف واحد، لهدف واحد، وهو الإيمان بالله تعالى والامتثال لأمره والاجتناب لمعصيته، فتتعمق بذلك المحبة بينهم، فيكون ذلك دافعاً لهم إلى التعارف والتعاون والتفكير والتناصح وتبادل الخبرات والتجارب، ومشجّعاً لهم للقيام بأمر هذا الدين الذي جمعهم، والعمل على الرفع من شأنه.
إن الحج أيها الأخوة الأحباب: من أعظم شعائر الإسلام إبرازاً لهذه الخاصية، ففيه يجتمع المسلمون من شتى أقطار الأرض، ألا يُوحى لنا هذا بمحاولة التوحد التي نرى ونحس بعض إرهاصاتها، ولكن لم تتحقق بعد على أرض الواقع، حتى بين أصحاب المنهج الواحد، مع أن هذا التوحد فيه مصلحة الدين والدنيا، ومع هذا فلا تزال فكرة التوحد ضعيفة، وسبب ذلك هو ضعف البصيرة عن العواقب، والنظر إلى العاجل من مغانم سطحية مؤقتة لا تسمن ولا تغني من جوع، إن أهل السنة الآن مدعوون لأن يجمعوا الناس على دين واحد، وإذا كان الغرب الأوربي والغرب الأمريكي قد انفرد بالساحة وحده، ولم يعد له منافس من الشرق الشيوعي، فإنه يعلم ويصرح علناً أن المنافس الآن هو الإسلام، وإذا لم نتمكن من التوحد تحت راية التوحيد، فسنبقى رقماً كما أطلق علينا ((العالم الثالث)).
10- الإكثار من ذكر الله تعالى.
المتأمل في شعائر الحج من تلبية وتكبير وتهليل ودعاء، يجد أن الإكثار من ذكر الله تعالى سمة بارزة في مناسك الحج، قال تعالى: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}[البقرة:198]، وقال: «إنما جُعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله عز وجل» خرجه أحمد وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وضعفه الألباني.
11- التعود على النظام والتربية على الانضباط.
في الحج قيود وحدود والتزام وهيئات، لا يجوز للحاج الإخلال بها، تعوّده حب النظام والمحافظة عليه، وتربّيه على الانضباط بامتثال الأمر وترك النهي والذهاب والانصراف والبداية والنهاية في أوقات محدّدة، فالوقوف بعرفة له وقت، والإفاضة منها كذلك، والمبيت بمزدلفة له وقت، والدفع منها كذلك، ورمي الجمار له وقت، منه يبتدي وبه ينتهي.
12- التربية على الخوف من الله ومراقبته.
ففي أعقاب الدخول في النسك يلتفت السياق القرآني والتفاتة رائعة، فيقول: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ.....}[البقرة:197]، فكل خير وكل قربة وكل عبادة، فإن الله به عليم وعليه يجازي، وبه يُرفع المؤمن عنده درجات وهو طريق تحلية النفس وتزكيتها وتطهيرها بعد تخليتها من الرفث والفسوق والجدال، والإقبال على الله تعالى بهذه الصفة النظيفة والهيئة الوضيئة، والتقلب في هذه الرياض يمحوا من النفوس آثار الذنوب وظلمتها ويدخلها في حياة جديدة، لها فيها ما كسبت وعليها ما اكتسبت.
13- التربية على الخوف من الله ومراقبته.
أ- العفة: قال تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ.....}[البقرة:197] والرفث: هو الجماع ودواعيه من القول والفعل، فالحاج يطوف حول الكعبة، ويطوف حولها نسوة، وقد يكون في الطواف شيء من الزحام مما قد يقع فيه البصر على ما لا يجوز النظر إليه من النساء الأجنبيات، وقل مثل هذا في السعي بين الصفا والمروة وعند رمي الجمار. ولعل في هذا أكبر الأثر في تربية الضمير، فالمسلم يُترك هنا لضميره ولوجدانه المؤمن، الذي يحجزه عن فعل أي محظور، فهو يعلم أن الله تعالى يراقبه ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأن مخالفة ومعصية في الحرم، ليست كغيرها من المخالفات، فهي عظيمة وجسيمة، قال ابن الجوزي: اعلم أن غضّ البصر عن الحرام واجب، ولكم جلب إطلاقه من آفة، وخصوصاً في زمن الإحرام وكشف النساء وجوههن، فينبغي لمن يتقي الله عز وجل وأن يزجر هواه في مثل ذلك المقام، تعظيماً للمقصود، وقد فسد خُلُق كثير بإطلاق أبصارهم هنالك. ا.هـ
وينبغي على النساء ترك مزاحمة الرجال عند أداء المناسك فيما فيه سعة وقدرة، واختيار الأوقات التي يخف فيها الزحام، كما كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تفعل، فقد كانت تطوف في ناحية منفردة من البيت، بعيدة عن الرجال وكانت لا تقبل الحجر ولا تستلمه ولا تستلم الركن اليماني إن كان ثمة زحام، ولما قالت لها مولاتها: يا أم المؤمنين طفتِ بالبيت سبعاً، واستلمت الركن مرتين أو ثلاثاً، قالت عائشة: لا آجرك الله.... لا آجرك الله، تدافعين الرجال، ألا كبّرت ومررت.
ب- كظم الغيظ وترك الجدال والمخاصمة. قال تعالى: {وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}[البقرة:197]، قال عطاء: الجدال: أن تجادل صاحبك حتى تغضبه ويغضبك، والأظهر أن المراد بنفي الجدال في الآية: «نفي جنس» مراد به المبالغة في النهي عن الجدال والمذموم فقط، وهو النزاع والمخاصمة في غير فائدة شرعية.
ج- الرفق واللين والسكينة. قال عندما سمع زجراً شديداً وضرباً وصوتاً للإبل في الدفع من عرفة: «أيها الناس، عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بالإيضاع» خرّجه البخاري في صحيحه، والإيضاع الإسراع، ومن هذا أخذ عمر بن عبد العزيز قوله لما خطب بعرفة: «ليس السابق من سبق بعيره وفرسه، ولكن السابق من غُفر له».
د- إنكار الذات والاندماج في المجموع في الحج ينكر العبد ذاته، ويتجرد عما يستطيع أن يخصّ نفسه به، ويندمج مع إخوانه الحجيج في اللباس والأكل والهتاف والتنقل والعمل، فيبتعد عنه العجب والغرور، ويطامن من كبريائه.
هـ التربية على تحمل تبعة الخطأ عند أداء المناسك يفرض المسلم على نفسه رقابة سلوكية صارمة، تحاسبه أشد الحساب على كل مخالفة تصدر منه كبيرة كانت هذه المخالفة أو صغيرة يسيرة، فإذا ما ارتكب محظوراً من محظورات الإحرام، وجب أن يعود إلى ضميره، فيكفر عن هذا المحظور الذي وقع فيه بإراقة دم أو صدقة أو صيام، ولكن السلطة التي تضبط ذلك وتسجله، هي سلطة الضمير ومحكمته، فليس هناك سلطة خارجية وراء ذلك.
و- التربية على التواضع. ويظهر ذلك جلياً في الوحدة بين جميع الحجيج في الشعائر والمشاعر، وإلغاء أثر الفوارق المادية بينهم من لغة ودم ومال.... وقد كان من خطبة النبي في حجة الوداع: «يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى» خرّجه أحمد وهو صحيح.
ز- التربية على الصبر بأنواعه: حيث يُلجم العبد نفسه عن الشهوات بترك محظورات الإحرام ويمنعها عن بعض المباحات (في غير الإحرام) ويعرضها للضنك والتعب في سبيل امتثال أوامر الله بأداء النسك وإتمامه، كالتنقل بين المشاعر راكباً أو ماشياً، وتحمل النصب والإعياء والزحام والأذى من الناس أثناء تأدية النسك، كالطواف والسعي ورمي الجمار.
ح- التربية على البذل والسخاء. وهذا واضح في تحملّ نفقات الحج كلها، بل يتعدى ذلك إذا رأى الحجاج في حاجة وفقر، فتدفعه نفسه إلى بذل الصدقة، راجياً فضل الزمان والمكان، ولا يقتصر ذلك على الأكل والشرب، بل حتى توزيع الكتاب والشريط، ليفهم الناس أمور دينهم ويصححوا عقائدهم، وفي حديث بريدة: أن النبي قال: «النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف» خرّجه أحمد وغيره وحسنه المنذري وصححه السيوطي وضعفه الألباني، ولما قالت عائشة رضي الله عنها: «يا رسول الله، يصدُر الناس بنسكين وأصدر بنسك، فقال لها: انتظري، فإذا طهرت فاخرجي إلى التنعيم، فأهلي، ثم أتينا بمكان كذا، ولكنها على قدر نفقتك أو نصبك» خرّجه البخاري في صحيحه، وفي رواية: «إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك» خرّجه الحاكم وهو صحيح، قال ابن حجر والنووي: ظاهر الحديث أن الثواب والفضل في العبادة يكثر بكثرة النصب والنفقة ا.هـ (تنبيه: ذكر الحافظ في «الفتح» أن ذلك ليس بمطّرد، كقيام ليلة القدر أفضل من ليالي العشر، وركعتين في الحرم في غيره).
وبعد: تلكم بعض اللمحات من أثر الحج في تربية الضمير والوجدان، تضاف إلى كثير من الآثار والمنافع التي يشهدها المسلمون في الحج، والتي أشار إليها المولى عز وجل بقوله: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}[الحج:28]، وذلك من العمل الذي يرضي الله عز وجل، قال ابن جرير الطبري: «عمّ لهم منافع جميع ما يشهد له الموسم، ويأتي له مكة أيام الموسم من منافع الدنيا والآخرة، ولم يخصص من ذلك بشيء من منافعهم بخبر ولا عقل، فدلّ ذلك على العموم» ا.هـ
إذاً فهي دنيوية وأخروية فردية وجماعية، تجل عن الحصر، ويدلّ لذلك تنكيره لمنافع وأبها مها (منافع) فهنيئاً لهؤلاء المسلمين الطائعين، هنيئاً لهم حجهم وعبادتهم التي ترفعهم إلى هذا المستوى المشرق الوضيء الكريم، والتي تهذّب نفوسهم وتزكّيها، وتربّي وجدانهم وتطهّره، وتذهب بذنوبهم وآثامهم.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشداً، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.



الموضوع الأصلي : دروس عقدية وتربوية من الحج  المصدر : شبح الالعاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

دروس عقدية وتربوية من الحج

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبح الالعاب :: القسم العام :: المنتدي الاسلامي-