صوت العصر
مدير مركز بر الوالدين : 40 قضية عقوق مسجلة ضد الأبناءفتـاة هـاربـة: أنـا حـرة
هاني اللحياني (جدة)
كشف مدير مركز الوالدين بجدة الدكتور أبو زيد مكي عن استقبال مركزه لأكثر من 40 قضية لعقوق الوالدين منذ شهر رمضان الماضي تتنوع مابين هروب الأبناء للعيش مع والدتهم المطلقة وهروب البنات رغبة في «الحرية» على الطريقة الغربية أو في الزواج من رجل يرفضه الأهل إضافة لقضايا عقوق الأبناء وسوء معاملة الأبناء.
وأوضح أن بداية المركز كانت من خلال فكرة طرحها صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ قام بتطبيقها الرئيس التنفيذي للجنة العفو وإصلاح ذات البين الدكتور ناصر الزهراني في شعبان العام الماضي نظراً لكثرة القضايا الواردة الى اللجنة والمتعلقة بآباء مع أبنائهم.
وأشار الدكتور مكي إلى أن المركز يقوم بمهمتين هما: إصلاح وتوعية إصلاح ذات البين بين الآباء مع أبنائهم والقيام بتوعية المجتمع بقضايا حقوق الآباء وحقوق الأبناء وتعظيم بر الوالدين في نفوس الناس وتنفيرهم من العقوق وتعليمهم فنون التعامل مع الآباء سواءً قبل الشيخوخة أو بعدها وتعليم الناس فنون التعامل مع الأبناء سواءً الأولاد أو البنات ولاسيما في مرحلة البلوغ موضحاً أن المركز نفّذ سلسلة من المحاضرات في فنون التعامل بين الآباء والأبناء وتنفذ حالياً سلسلةً من المحاضرات تستمر إلى شهر رمضان المبارك في جامع الشافعي بحي النسيم بجدة , وقد قام المركز بالتعاون مع مندوبية حي العدل بجدة بتنظيم أسبوع كامل لنشر قيمة بر الوالدين في الحي ووزعت خلاله الأشرطة والمطويات والكتيبات وعُلقّت اللوحات الحائطية في المساجد وفي الشوارع الرئيسة والتي تحمل بيان أهمية بر الوالدين ونظّمت المحاضرات والكلمات وخطب الجمعة حول هذا الموضوع وقد جُعل خط ساخن يستقبل استشارات الأسر حول موضوع بر الوالدين والعقوق وتربية الأبناء، كما نُفِّذت دورتان للمعلمين بالتنظيم مع إدارة التعليم , لتعليم الأبناء في مرحلة البلوغ كيفية بر الوالدين.
يشير د.مكي إلى أن المركز بصدد إعداد مطويات في فنون التعامل مع الآباء في مرحلة قبل الشيخوخة وفنون التعامل معهم في مرحلة الشيخوخة ومطويات تتعلق بفنون التعامل مع الأبناء في مرحلة الطفولة وفي مرحلة البلوغ ومع البنات في مرحلة البلوغ مضيفاً: «كلُّنا نتطلع لإقامة قاعة في المركز للتدريب من أجل استضافة الطلاب سواءً طلاب المدارس أو حلقات التحفيظ لعقد دورات تدريبية لهم في فن التعامل مع آبائهم وكذلك استضافة الآباء لتدريبهم على فنون التعامل مع الأبناء».
وعن مصادر القضايا يوضح الدكتور أبو زيد أن ما ينظر منها يصل من الرئيس التنفيذي الذي ترده القضايا من جهات متعددة منها الامارة أو المحافظة أو حقوق الإنسان أو دار الحماية فيحيلها إلى مدير المركز الذي يقوم بدراستها وتحويلها إلى أحد الأعضاء من المشايخ الذي يقوم بدراستها وإجراء الصلح.
وحول الطريقة في معالجة القضايا يوضح أنه يتم الاستماع للمدعي سواء كان أباً أو أما أو ابناً أو بنتاً فيذكر جميع ما عنده ثم نطلب المدعى عليه ويستمع لما عنده حول الموضوع ثم نقرب وجهات النظر في الموضوع سعياً للإصلاح بين الطرفين وبحمد الله غالباً نصل إلى الصلح بينهما ثم نقوم بتذكير الأبناء والبنات بحقوق الوالدين ونرغب في ذلك ونذكر طرق التعامل مع الوالدين لا سيما في القضية المطروحة ونقوم بتذكير الوالدين بالحقوق والواجبات عليهما تجاه أبنائهم ونبين لهم طرق التعامل الصحيح مع الأبناء البالغين ومع البنات وهكذا نقوم بالأمرين معاً إصلاحاً وتوعية.
وبين الدكتور مكي أبرز القصص المؤثرة عن عودة الأبناء إلى والديهم بعد رحلة العقوق منها: عودة ابن عاق لأمه وإنقاذه من السير في طريق المخدرات عندما تولى أحد أعضاء المركز نصحه وتوجيهه حتى ذهب به إلى الحرم واعتمرا سوياً ودعا ربه أن يخلصه من المخدرات وأن يجعله باراً بأمه وكان منظراً مؤثراً عندما قام إلى رأس والدته في المركز يقبلها ويعتذر منها والأم تدعو لنا بالخير.
وإعادة بنات لوالدهن بعد هروبهن من المنزل ولجوئهن إلى دار الحماية زاعمات أن والدهن يمنعهن من ممارسة حريتهن الشخصية وبعد بيان خطورة الطريق الذي يسرن فيه وأن الحرية بهذا المفهوم عبودية للشيطان وتحرر من طاعة الرحمن عدن جميعاً إلى والدهن بعد أن قمن بمكائد عظيمة للوالد أدت إلى دخوله السجن عدة أيام اتهمنه بتعاطي المخدرات وفعل الفواحش وهو برئ من ذلك كله.
و قصة الأبناء الذين عقوا والدهم وتسببوا في مشاكل بين والدهم ووالدتهم كادت أن تؤدي إلى الطلاق بينهما فأتينا بهم وطلبنا منهم أن يصلحوا بين والدهم ووالدتهم كما كانوا السبب في الشقاق بينهما ومارس الأبناء دور الإصلاح حتى تمكنوا من ذلك وعادوا مع والديهم في منظر عجيب مؤثر وما زال الاتصال بيننا وبين الأبناء مستمراً.