أكثر من ستة مليارات ونصف المليار إنسان يجمعنا هذا الزقاق الكوني الذي نسميه أيضاً الأرض .
وأكثر من ستة مليارات ونصف المليار نعيش جيران على متن مركب واحد نطلق عليه أحياناً الكوكب الأزرق .
ولكن رغم ذلك فعالمنا في الحقيقة ليس واحداً .. وحياتنا على هذه البسيطة ليست كلها بسيطة وليست كلها صعبة .
فالذين يرمون الكافيار في صناديق القمامة ليسوا كالذين يبحثون عن فتافيت الخبز في نفس تلك الصناديق .. بل قمامة أكثر فقراً .
والذين تزداد ثرواتهم حتى وهم نائمون ليسوا كمثل الذين يهرب النوم من عيونهم بسبب عدم قدرتهم على توفير الدواء أو الغذاء وأحياناً حتى الماء .. عالمنا أكثر من عالم هذه هي الحقيقة الصعبة في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين .
فهناك عالم الأكثر من مئة وثلاثين دولة والتي لانصيب لها في سوق التجارة الدولية والخدمات وتدفق الرساميل والمعلومات
وهناك عالم الأقل من ثلاثين دولة والتي تسيطر على ثلاثة أرباع التجارة الدولية والخدمات والاستثمارات الخارجية والمعرفة .
نعم هناك فوق الريح وعالم آخر في مهب الريح .
هذه الطبقية الدولية تشكل تهديداً للسلم الدولي .. مثلما تشكل أي حالة طبقية داخل أي وطن تهديداً للسلم الوطني .
لهذا يحتاج العالم إلى ردم الفجوة بين عالم يموت بالتخمة وعالم آخر يقتله الجوع .
فاستمرار هذا الفارق الشاسع سوف يكون منبعاً للكراهية والبغضاء والتذمر .
عالمنا يحتاج إلى إرضاء الجميع والتأسيس لجديد بلا تناقضات صارخة وبلا طبقية شرسة .
فهذا الزقاق الكوني يستحق العيش في ظروف أفضل وأفضل بكثير